منهجية تعلم اللغات الأجنبية: خطة عمل و نصائح مهمة.
كيف أستطيع تعلم لغة أجنبية ؟
أي منهجية أحتاجها لتعلم اللغات الأجنبية بسهولة ؟
كيف أتقن اللغة الفرنسية ؟
كيف أطور مهاراتي في الانجليزية ؟
ما هي الخطة الناجعة لاكتساب اللغات الحية ؟
كيف أجعل مستواي أفضل في اللغات الأجنبية ؟
لماذا فشلت في تعلم اللغة الفرنسية رغم أني درستها لسنوات ؟
حاولت تعلم اللغة الفرنسية أو الانجليزية أو غيرهما من اللغات الأجنبية, اجتهدت بكل الوسائل الممكنة دون جدوى, قمت بالانضمام لمجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي و دأبت على تتبع فيديوات على يوتويب لكن الأمر لم ينجح معك !
لاشك أنك و الكثيرين جربتم كل شيء وفشل معكم كل شيء, و هذا يا صديقي طبيغي جدا لأنك لم تختر الطريقة الصحيحة و خطتك رغم الجهد العظيم الذي بدلته لم تكن ناجعة لأنها ببساطة لا تتوافق و مقاربات تعلم و اكتساب اللغات الأجنبية, من أجلك صديقي, أكتب هذا الموضوع على مدونة ذكريات معلم لتزويدك بخطة هي طريقك الصحيح لتعلم اللغة الفرنسية و أقدم لك من خلالها نصائح توزن بالذهب ..
اعتمد على المقاربة التواصلية و ابتعد عن تعلم قواعد اللغة :
رغم أن القواعد مهمة في تعلم اللغة إلا أنه من الخطأ أن تبدأ في اكتسابها أولا أو حتى بالموازاة مع التعبير الشفوي, التواصل الشفهي هو أهم ما ينبغي التركيز عليه في البداية, فاكتساب اللغة يتم أولا عبر محاولات التعبير عن مشاهد معينة و التدرب على الحوار في وضعيات تواصلية مختلفة و لعب الأدوار عكس المقاربة التقليدية التي ترتكز على المعجم والمفردات اللغوية إضافة إلى القواعد النحوية .. لذلك صديقي, لا تبحث بعد آلان عن دروس التراكيب و النحو و الصرف و غيرها و ركز مجهودك على الاستماع لحوارات و وضعيات تواصلية, كرر ما سمعته, حاول التقليد في البداية ثم أطلق العنان لفكرك بعدها وحاول أن تعبر باستعمال الأساليب التي اكتسبتها عن وضعيات تواصلية جديدة .. ستجد نفسك مع الوقت تستعمل استعمالا صحيحا قواعد اللغة دون أن تشعر بذلك فقد اكتسبتها ضمنيا و أنت تتعلم التواصل و التعبير الشفهي .. و لهذا فانه في المدارس الان فطنوا الى الخطأ في البيداغوجيات التقليدية التي تركز على القواعد في تعلم اللغات الحية, و قاموا بتغييرات جذرية في منهجيات تعلمها, حيث جعلوا السنوات الأولى كلها من تعلم اللغة الأجنبية بدون قواعد و تم التركيز أولا على التعبير و التواصل الشفهي, ثم القراءة ثانيا ..
حاول الاستماع للغة كثيرا و اعمل على تعويد آذانك على سماعها :
لا تجعل حصة التعلم اليومية الفرصة الوحيدة لتعلم اللغة, دعها تهيمن على نشاطاتك اليومية, استمع للغة على برامج التلفاز الناطقة بها, على مذياعك, على هاتفك, ضع السماعات أثناء استعمالك للمواصلات أو أثناء سيرك في الشارع, ستتعلم بالسماع الكثير دون أن تشعر ودون جهد يذكر, شاهد الأفلام الناطقة بها, و أنصحك بشدة بمتابعة مسلسلات الرسوم المتحركة و أفلام الكارتون فهي مستودع خصب لاكتساب اللغة فكم من طفل تعلم اللغة من مشاهدتها فقط.. استمر على هذا الحال مدة طويلة و ستبهرك النتائج ..
اربط اللغة بواقعك المعيش و اجعلها رفيقة دربك:
تأمل في الأشياء التي تحيط بك, ابحث عن تسمياتها باللغة الفرنسية, لا تدع شيئا في غرفتك أو بيتك أو مطبخك الا و عرفت مسماه باللغة التي تسعى لتعلمها, اذا أردت أن تفعل شيئا فعبر عنه باللغة بها, إذا أردت أن تطلب شيئا فاطلبه بها, اجعل من واقعك "حماما لغويا " le bain linguistique و تخيل نفسك و أنك بين مجتمع تلك اللغة, و لا مفر من التعبير الا بها, ستشعر بالضغط مرارا و تكرارا, لكنك ستتعلم حتما .. فلاشك أنك تعرف أشخاصا هاجروا إلى ديار المهجر و قد تجدهم لم يواصلوا تعليمهم أو أميين حتى لكنهم اكتسبوا اللغة بسرعة و السبب أنهم وجدوا أنفسهم مضطرين للتواصل بها, اخلق لنفسك اذن الاضطرار و ستتعلم ..
ارتكاب الأخطاء أ هو مؤشر سيء على تعثرك و صعوبة اكتسابك للغة ؟
أن تخطئ دليل على أنك ستتعلم,و مؤشر دال على أنك بصدد بناء رصيد معرفي في تلك اللغة,و فرصتك في تطوير الدقة التواصلية لذلك لا تيأس من أخطائك, فمنها ستتعلم و ستبنى من خلالها ملكتك اللغوية و قدرتك التواصلية. فالبيداغوجيات الحديثة تعتبر الخطأ ركيزة للتعليم و التعلم و منطلقا لبناء المعرفة, فالذي يمتلك الجرأة لارتكاب الأخطاء ثم تصحيحها هو الذي يستطيع أن يتقدم و يتعلم الكثير, أما الذي يخاف ارتكاب الأخطاء فسيقف الأمر عائقا أمام تقدمه في تعلم اللغة و بالتالي سيفشل .. لذلك ارتكابك للأخطاء أمر طبيعي في سيرورة تعلمك بل أكثر من ذلك فهو دليل على ثقتك بنفسك ..
اقرأ قصصا و كتبا و واظب على القراءة :
بالإضافة الى التعبير و التواصل, اقرأ أيضا, ابدأ بقصص الأطفال و ثابر بقراءة كل ما تجده أمامك من كتب ومجلات و جرائد, حتى اللافتات في الشوارع و الإعلانات, لا تدع أي فرصة للقراءة تفوتك, فمن خلال القراءة تستطيع أن تكتسب مفردات و عبارات جديدة, و تستنبط مما تقرأ العلاقات بين الكلمات و الجمل و طرق الربط بينها فتكتسب مع الممارسة الاتساق اللغوي و تفهم الترابط العضوي بين مكونات اللغة. فالبقراءة تكتسب أيضا زادا معرفيا و مخزونا غنيا من التعابير و الأساليب اللغوية .. القراءة تجربة رائدة في تعلم اللغات وفرصتك للاغناء و التوسع في اللغات, فواظب على القراءة ..
مارس اللغة و حررها من دواخلك:
لترسيخ ما تعلمته و تثبيت مكتسباتك يجب أن تمارسها مع غيرك, فالهدف من اللغة عامة هو التواصل مع الغير سواء شفهيا أوكتابيا, لذلك يجب أن تبحث عن أصدقائك المهتمين, نظم معهم جلسات واقعية, ناقشوا مواضيع متعددة, اضغطوا على أنفسكم للحديث فقط باللغة التي تتعلمونها, استفيدوا من بعضكم, ولا يأخذكم حرج أن يصحح غيركم أخطاءكم .. على مواقع التواصل, يمكنك الانضمام لمجموعات أفضل أن تكون صغيرة جدا, أفرادها معدودون على رؤوس الأصابع, ضعوا أهدافا محددة فيها و قوموا بصياغة برنامج يحترمه الجميع, و ركزوا كما قلت في البداية على التواصل الشفهي ..
احفظ الجمل و الأساليب أفضل من حفظ الكلمات:
لا تحفظ الكلمات معزولة, فهذا لن يوصلك إلى نتيجة حسنة, و ربما ستقضي سنوات عديدة في هاته الطريقة و لن تحرز تقدما يذكر, فلا جدوى من الكلمات إن لم تحسن استعمالها داخل جمل و تعبر بها عن ذاتك, حاول اذن التركيز على حفظ و تعلم الجمل و سيساعدك هذا على اكتساب اللغة بشكل أسرع كما أن ستتقن قواعدها بشكل أفضل دون أن تشعر ..
لا تتوقف عن التعلم, استمر و التزم يوميا بما تفعله دائما:
عندما تبدأ خطتك في تعلم لغة جديدة, فكأنما ولجت سباقا للركض, ان توقفت دون أن تنهي السباق, فتأكد أنك ستخسر و ستحل في المرتبة الأخيرة, كذلك تعلم اللغات الأجنبية, ان توقفت فستضيع الجهد الذي بدلته سابقا و و عوض أن تتقدم ستجد نفسك تتراجع و تخسر حتى المكتسبات التي تعلمتها في السابق, ان دخولك مضمار تعلم لغة جديدة, يحتاج منك المثابرة و الاستمرارية و عدم التوقف, لهذا من الضروري أن تجد من يحفزك و تحفزه, و تشاركه رحلة التعلم, فان أنت أحسست بفتور و عدم الدافعية للمواصلة, وجدت من يوقد بداخلك نار الاستمرار و يشحذ هممك, كما ستفعل الشيء نفسه إن حصل معه ذلك. هي رحلة اذن يستحسن ألا تخوضها وحدك, ضع دائما أهدافك من تعلم اللغة نصب أعينك سيساعدك الأمر على الاستمرار ..
صديقي العزيز, أتمنى أن تكون هاته العصارة ركيزتك الأساسية لتعلم لغة جديدة, ان أنت عملت بها, تأكد أن النتائج ستكون مبهرة ان شاء الله, دعك من العناوين الجذابة كالتي تخبرك كيف ستتعلم اللغة في ستة أيام, فالحقيقة هي أنك لن تتعلم ان لم تضع خطة محكمة و تأخذ فيها بعين الاعتبار كل ما أخبرتك به في موضوعي هذا, مع بذل جهد معتبر و الكد في التعلم و التحصيل, فما لا ينال بالعمل ينال بمزيد من العمل .. أتمنى لك التوفيق و السداد.
صل على الحبيب.