أخر الاخبار

التربية الجنسية للطفل: متى و كيف ؟ أهميتها و أهدافها ..

التربية الجنسية للطفل: تعريفها,أهميتها و أهدافها ؟ متى تبدأ و كيف ؟ 


التربية الجنسية للطفل


يعتبر مفهوم التربية الجنسية من المواضيع التي أسالت الكثير من المداد وحضيت باهتمام المفكرين و الدارسين, وهذا ليس عبثا حيث ان التربية الجنسية للطفل لا تقل أهمية عن جوانب و مناحي التربية الأخرى و لعل ما فتئ يبرز في مجتمعاتنا العربية من شذوذ جنسي و دعارة و مثلية الا نتاج لنقص المعرفة و الاهتمام بهذا الموضوع الحساس الذي يمس الأفراد و ينعكس على الأسرة ثم المجتمع عامة.
ان وعينا بأهمية التربية الجنسية ودورها في بناء مجتمع واع ومتماسك يعيش أفراده في استقرار نفسي و تؤطره  الأخلاق الحميدة و القيم السامية لديننا الحنيف هو ما جعلنا نغوص في هذا الموضوع الهام الذي يجب على كل راشد أن يتثقف فيه بعيدا عن ثقافة العيب و المحظور ..

ما هي التربية الجنسية  ؟

التربية الجنسية: يطلق عليها بالانجليزية sexual education و هي مفهوم فسيح و شامل يقصد به تزويد الأفراد بمعلومات و توجيهات صحيحة وخبرات سليمة عن المسائل الجنسية  و تربية النشء على التعامل السوي معها في اطار القيم الأخلاقية السائدة في المجتمع و في توافق تام مع التعاليم الدينية المؤطرة لحياة الفرد.

و لا ينبغي الخلط هنا بين تعليم الجنس و التربية الجنسية, فالتربية الجنسية أشمل و أرقى من تقديم معلومات سطحية حول الممارسة الجنسية, بل هي توجيه الفرد نحو المسائل الجنسية بطريقة أخلاقية تحترم الدين و الأدب بشكل يجنب أبناءنا تلقي معلومات و ممارسات خاطئة تؤدي الى انحرافهم ونزوعهم عن الفطرة السليمة.

ان تزويد الطفل بالمعلومات الجنسية الصحيحة هي مسؤولية الأب و الأم بصفتهما الشخصان اللذان يسهران على تربية الطفل مند الولادة وحتى النضج و باعتبارهما جهة موثوقة من شأنها اشباع فضول الطفل و الاجابة عن الأسئلة التي تتبادر الى ذهنه حول هذا الموضوع, دون أن يضطر الى اللجوء لجهات أخرى كرفقاء السوء أو مرضى نفسانيون يبحثون عن ضالتهم لإفراغ مكبوتاتهم و قد يستغلون شغف الطفل لمعرفة ما يجهله من معلومات جنسية..


أهداف التربية الجنسية:

تهدف التربية الجنسية بشكل عام الى بناء مجتمع يعيش أفراده في استقرار نفسي و وعي بالقيم الأخلاقية التي تؤطر الجنس بعيدا عن السعار الجنسي و نتائجه الوخيمة على الفرد و المجتمع, و يمكن أن نفصل أهداف التربية الجنسية في النقاط التالية:


·         وقاية الفرد من العلاقات الجنسية غير الشرعية و غير السوية وتجنيبه الخوض في أمور تتنافى مع الفطرة السليمة و أخلاقيات المجتمع الذي يعيش فيه.

·         تزويد الأفراد بمعطيات صحيحة عن العلاقة الجنسية وكذا الأعضاء التناسلية مما يضمن دخولهم في علاقات سليمة مع تحمل كامل لمسؤولياتهم الاخلاقية و الاجتماعية.

·         استحضار الدين و الأخلاق وقيم المجتمع ازاء أي سلوك جنسي يقدم عليه الفرد في احترام تام لذاته أولا ثم لغيره ثانيا, حيث تعاف نفسه الحاق الضرر بغيره جنسيا ونفسيا و احترام جسد الغير و عدم الاعتداء عليه.

·         تقبل الفرد لذاته الجسدية والجنسية كما هو, دون أي شعور بالنقص أو الاحراج أو الاحباط و القدرة على ممارسة الدور الاجتماعي المترتب على الجنس وتحمل المسؤولية الأخلاقية الكاملة.

 

التربية الجنسية و الطفل ؟ متى وكيف ؟

التربية الجنسية للطفل

التربية الجنسية بالنسبة للطفل ضرورة ملحة لا مفر منها و هذا الدور منوط بالوالدين: الأب و الأم باعتبارها أقرب شخصين من الطفل و قيامهما بدورهما هذا سينأى بالطفل عن اللجوء لجهة أخرى تزودهم بمعلومات خاطئة مما ينعكس سلبا على الطفل و استقراره.

و تجدر الاشارة الى أن التربية الجنسية المناسبة ستجعل من طفلك قويا, قادرا على حماية نفسه من التحرش و الاستغلال الذي قد يتعرض له في حياته اليومية, وتمنحه مناعة ضد أصدقاء السوء و الأشخاص المضطربين نفسيا الذين يستغلون براءة و سداجة الطفل لاشباع مكبوتاتهم الحيوانية غير السوية. و بهذا يكون طفلك واعيا بذاته و جسمه و الخطوات الخمراء في جسمه التي لا يمكن لأي أحد كيفما كان تجاوزها بلمسها أو بكشفها بأي حال من الأحوال.

ان أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه الاباء هو اعتبار التربية الجنسية من الطابوهات و جعل هذا الموضوع الهام عيبا لا يناقش مع الطفل و الصواب أن الحديث مع طفلك عن التربية الجنسية سيجعل منه موضوعا خاليا من الاثارة لا يشغل تفكيره وعقله, فعدم الخوض فيه سيجعل الطفل يتشوق لمعرفته فيبدأ في البحث عن اجابات و قد يقوده بحثه في ظل الثورة المعلوماتية التي يشهدها العالم الغوص في متاهات الانترنت و الانغماس في مواقع لا تحمد عقباها فيقع طفلك فريسة لها.

لذا اعلم عزيزي الوالد و الوالدة أن التثقيف الجنسي السوي لطفلك بل للأطفال بصفة عامة من شأنه أن يسهم في بناء جيل واع و نظيف لا تغريه الغرائز و المظاهر و لا يجري خلف الممارسات الجنسية الخاطئة.

و السؤال الذي يطرح نفسه الان بالحديث عن التربية الجنسية وعلاقتها بالطفل هو متى يمكن للاباء البدء في تثقيف أبنائهم جنسيا, و ما العمر المناسب لذلك ؟ و الحقيقة أن التربية الجنسية هي سيرورة تواكب نمو الطفل, و بهذا المعنى فاننا نبدأ تعليم أبنائنا منذ سن السنتان الى ثمانية عشر سنة,لكن يجب مراعاة عمره ونوعية المعلومات التي نقدمها اليه فلكل مرحلة عمرية معلومات جنسية يجب أن يدركها الطفل ألخصها لكم فيما يلي:

  • التربية الجنسية في السنتين الأوليتين من عمر الطفل (0-2)

بعد مرور ستة أشهر من عمر الطفل يبدأ في اكتشاف جسمه, ونلاحظ أنه عندما يكون الطفل عاريا ينطلق بسرعة جريا في البيت دون أي احساس بالحرج لأنه لا يدرك شيئا هي فقط رغبة في التحرر من ملابسه, هنا يجب على الوالدين تقويم سلوكه و تلقينه أنه لا يجب أن يخلع ملابسه بشكل كلي باستحضار التدرج و بأسلوب لطيف و هادئ..

  • التربية الجنسية من سن ثلاث الى خمس سنوات (3-5 )

ما يميز هذه المرحلة العمرية هي فضول الأطفال و زيادة رغبتهم في التعرف و استكشاف أجسامهم, وقد يطرحون أسئلة ليتعرفوا الفرق بين الذكر و الأنثى, أسئلة الأطفال هنا بريئة وقد تكون أيضا محرجة مثلا : من أين نأتي ؟ كيف نولد؟ لماذا أنا ولد و هي بنت ؟ مهما كانت درجة الاحراج بالنسبة للوالدين يجب عليهما الاجابة عليها و اشباع فضول الطفل و من المهم تعليمه الفروقات بين الجنسين بوسائل مختلفة كالقصص و الكتب المصورة و شرائط الفيديو, و ينبغي العمل أيضا على حث الطفل على قبول جسمه وجنسه و التصالح مع ذاته..

  • التربية الجنسية من سن ست الى تسع سنوات (6-9)

في هاته المرحلة, يزداد وعي الأطفال و نضجهم و يصبحون أكثر احتكاكا بالمجتمع ويكونون صداقات و يلعبون كثيرا مع أصدقائهم مما يزيد حب الاستطلاع لديهم لاكتشاف الجنس الاخر, لذلك يجب البدء هنا يتثقيف الطفل بمعلومات عن البلوغ و علاماته و ما يحدث للجسم من تغييرات أثناء البلوغ خاصة أنها تظهر عند بعض البنات في سن مبكرة جدا (الثامنة)

  • التربية الجنسية من سن العاشرة الى الحادية عشرة (10 -11)

يجب تشجيع الأطفال في هذا العمر على السؤال و تعويدهم على الحوار في المواضيع المحرجة لنا و لهم ليتلقى معلومات صحيحة من مصدر موثوق ..

في هذه المرحلة يهتم الطفل بجسمه أكثر فأكثر و قد تبدأ العادة السرية, لذا يجب تنبيه الطفل و تزويده بأضرارها ولا نغفل عن اثراء الطفل بمعلومات حول البلوغ و التغيرات التي قد تطرأ على جسمه ..

في هاته المرحلة الحساسة يجب أيضا التفريق في أماكن النوم بين الأطفال ( الأولاد و البنات) و ان سمحت الظروف عزل الغرف و تعليم الطفل حدود و أدب التعامل مع الجنس الاخر.

تبدأ الم  الحديث مع ابنتها حول العادة الشرية و الالام الذي قد تشعر بها و كيفية التعامل معه, أما الب فيحدث ابنه عن البلوغ الاستمناء و الاحتلام و أحكام الدين في ذلك و كل ما يدور حول هذا الموضوع.

  • التربية الجنسية من سن الثانية عشر الى الخامسة عشر (12-15 )

هاته المرحلة هي مرحلة المراهقة, و هي مرحلة حساسة وحرجة و هي قنطرة يمر منها الطفل للوصول الى مرحلة الشباب و النضج, يعاني فيها الاطفال من اضطرابات التغيرات الجسمانية المرتبطة بالنمو, و يجب على الاباء هنا تفهم أطفالهم و الانصات لهم وتشارك الحوار معهم و تشجيعهم على الكلام و التنفيس عما يدور في دواخلهم و تعزيز ثقتهم بأنفسهم خاصة و أنهم قد يشعرون بالخوف و الهلع خاصة البنات عند أول حيض أو عند بداية ظهور الثدي لذلك لابد من تجنب ثقافة العيب و الحديث بجرأة معهم و توعيتهم عن الضوابط الشرعية للجنس وخطورة ممارسته خارج اطاره الشرعي و القانوني و الأمراض الذي قد تنتج عن فعل مماثل.

وهنا يجب التنبيه الى خطورة الفراغ الذي قد يترسب لحياة الاطفال و يدفعهم الى التفكير بأمور سلبية و ربما الاقدام على ممارسات خاطئة لذلك يجب تشجيعهم على العمل وملء أوقاتهم بأنشطة رياضية أو ثقافية أو جمعوية من شأنها أن تلهيهم عن الجوانب السلبية التي تهددهم في هذه المرحلة ..

 

أخيرا: هل حظيت في طفولتك بتربية جنسية من قبل والديك ؟ و هل تحرص على تثقيف أطفالك جنسيا ؟ ما رأيك في الموضوع ؟

 




صل على الحبيب. 

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-