أخر الاخبار

ست طرق لجذب انتباه التلاميذ : أساليب حديثة و مجربة لضبط القسم

 

وسائل مبتكرة لشد انتباه التلاميذ وضبط القسم :

طرق جذب انتباه التلاميذ وشد انتباههم في الفصل

ليس من السهل دائما على المعلم أن يضبط قسمه ويشد انتباه تلاميذه ليستمعوا اليه, غالبا ما يتظاهر الأطفال بالاستماع لكن يكفي أن تطرح عليهم سؤالا فجائيا لتكتشف أنهم في عالم اخر, لاشك أن كل مدرس يبذل جهدا عظيما في إيصال المعلومات لتلاميذه, وهو مضغوط بالوقت و بكم كبير من الدروس و المفاهيم, و لعل أغلب المعلمين رغم الجهد يصطدمون بواقع أن تلاميذهم لم يلتقطوا شيئا أو لم يستفيدوا الا الشيء القليل رغم أنهم كانوا صامتين و يتظاهرون بالاستماع..

نفس المشكل يعاني منه الإباء حيث يقضون وقتا طويلا مع أبنائهم في انجاز واجباتهم ومساعدتهم على فهم الدروس,لكن دون جدوى, لهذا سأحاول في هذا الموضوع ان شاء الله تزويد المعلمين و الإباء على حد سواء بطرق بسيطة لكن فعالة و كفيلة بتطوير قدرات الأطفال على الاستماع و التركيز أثناء شرح الدروس ثم النجاح.


- الطريقة الأولى : الطقوس les rituels

الطقس un rituel  هو مرحلة تم التخطيط لها مسبقا لاعداد التلاميذ لحدث معين, ينخرط فيها التلميذ كليا وتساعده على التموقع و تضعه في الاطار الصحيح ..

للطقوس أهمية كبرى في اعداد الطفل للدرس, فكلما كان الطفل على دراية بالمنتظر منه كلما استطعنا جذب انتباهه فالطفل بحاجة لكلمات مفتاحية تثيره و تحرك انتباهه, هاته الطقوس التي يضعها المعلم في بداية الدرس لا تشد انتباه الطفل فقط بل هي فرصة للمعلم ليستجمع أنفاسه ثم لينتقل الى الأهم بعد ذلك.. ألعاب, تمارين, مطالعة, تنظيم الفصل,أناشيد.. هي نماذج يمكن تنزيها و الاستفادة منها داخل الفصل.

لا يجب أن يكون الأستاذ متشددا في اختيار هذه الطقوس, و الأفضل أن يتفق مع التلاميذ حولها و قد يستغرق تطبيقها عدة أسابيع ليعتادها التلاميذ و يألفوا العمل بها بشكل اتوماتيكي.

  • الوسائل المستعملة و أمثلة للطقوس المدرسية:

-          أناشيد : يمكن استعمال الأنشودات القصيرة كعلامة على بداية مرحلة جديدة في اليوم تدل على تغيير النشاط أو الدرس و عليه يجب عليه جمع أدواته و تنظيمها.

-          رسومات على السبورة, علامات: نضعها في موقع استراتيجي في القسم ليتذكر الطفل عن طريقها الطقس أو الطقوس المعمول بها.

-          ساعات  : تدل على توقيت الطقوس .

  • أمثلة للطقوس داخل الفصل:

في القسم تساعد الطقوس على فرض إيقاع معين يألفه المتعلمين وتساعدهم على تحسين عطائهم في وقت التعلم الفعلي أثناء الدرس, ان خاصية الإعادة التي تميز الطقوس تسمح للتلميذ باكتساب عادات للعمل, و الانطلاق بسرعة وفعالية و الاستقلالية التامة حيث يكون الطفل مستقلا عن الاستاذ و يعرف ما يجب عليه فعله, يتم موضعة هذه الطقوس في توقيت مناسب لطبيعتها: بداية الحصة, قبل أو بعد فترة الاستراحة, في نهاية الحصة..

للإشارة فالطقوس ليست ثابتة بل يمكن أن تتطور, تتغير حسب حاجيات التلاميذ و الدروس, عندما تحس أن تلاميذك بدأوا يفقدون تركيزهم وقدرتهم على الاستماع اقترح عليهم حركات رياضية بسيطة و التي قد تصبح طقسا من الطقوس داخل القسم.


 الطريقة الثانية : الحركة, الصوت:

لنثير انتباه التلاميذ و تكون رسالتنا واضحة و مفهومة, يجب أن يكون التواصل قائما المعلم و تلاميذه و قد أكدت الدراسة التي قام بها الدكتور ألبير ميهرابيان  ALBERT MEHRABIEN  أن 55 في المئة من التواصل هو تواصل غير لفظي, بينما 38 في المئة تأتي من الطريقة التي نطقت بها الكلمات, فيما 7 في المئة الباقية تأتي من معنى الكلمات المنطوقة. لهذا فان اليات التواصل غير الشفهي و نبرة الصوت تلعب دورا أساسيا في فهم الخطاب.

هذا الأمر يحيلنا الى أهمية الصوت, النظرات, حركة الأيدي, تحركاتنا داخل الفصل هي كلها عوامل من شأنها التأثير في الطفل, جذبه و شد انتباهه.. الأستاذ مثل الممثل لا يتواصل فقط بالكلام بل بالايماءات أيضا كتعابير وجهه وحركاته و نبرة صوته وحتى فترات صمته.

الصوت وسيلة من وسائل العمل داخل القسم لذلك يجب أن يكون: واضحا, هادئا و رقيقا و باعثا على الثقة, فمثلا لطلب الهدوء من طرف التلاميذ لا نطلبه بصوت مرتفع  أو بعبارة chut  المتكررة, بل يتم ذلك بخفض الصوت أو بالهمس حتى يخفض التلاميذ أصواتهم ليتمكنوا من الاستماع اليك.

أن يكون المدرس صامتا, أو ثابتا في مكانه, لا يعني أنه لا يتواصل مع المتعلم, هي كلها إشارات يستقبلها هذا الأخير, التبسم مثلا أمام الأطفال, يرسل قيمة إيجابية للأطفال, حيث انه بابتسامتك التي لا تكلفك شيئا تشجع تلاميذك و تحفزهم على الاستماع الجيد كما أنها كالعدوى تنتقل للأطفال فينتابهم شعور بالارتياح و الرضى و تنشر بذلك جو مناسب للتلقي و الاستماع.

الجدير بالذكر أن محتوى خطاب المدرس مهم جدا لكن أيضا يجب الانتباه أيضا للإشارات التي نرسلها عبر الجسد, الحركات, تعابير الوجه ... فوضع اليدين في الجيب أو التلاعب بشيء معين أو تشبيك اليدين, هي حركات من شأنها تشتيت انتباه التلميذ, لهذا فالتواصل غير الشفهي جزء لا يتجزأ عن العملية التعليمية التعلمية و يجب ايلاءه أهمية كبرى, فالنظرة الحادة, و وضعية الوقوف في الفصل, و بعض الحركات التي تصدر من المدرس هي غالبا أكثر فاعلية من الكلام لاعادة الهدوء للفصل.

رسالة اذن لكل مدرس يتكلم كثيرا داخل الفصل, لكل مدرس يتحدث بصوت مرتفع داخل فصله, لمن يجهد نفسه و ربما يفقد صوته بسبب التدريس, حاولوا السيطرة على أصواتكم, تحكموا بها لتتحكموا بالوضع داخل الفصل, العبرة ليست بالصراخ و كثرة الكلام, اعملوا على التحسين من قدرتكم في استعمال أجسادكم و لغة الإشارة التي ترسلونها الى تلاميذكم, تأكدوا أنكم ستتعبون أقل و النتائج ستكون أفضل بكثير.

  • أمثلة لبعض الرموز غير الكلامية قد تفيدكم :

-          النظرة المستعرضة لكل التلاميذ كفيلة بتحقيق الاتصال بينك وبين تلاميذك, فيتحقق الاستماع.

-          حاولوا النظر الى تلاميذكم بشكل متساو.

-          دققوا النظر في الطفل الذي لا يستمع.

-          انطقوا بشكل مميز الكلمات المهمة.

-          غيروا نبرة صوتكم لتفادي الملل.

-          تبسموا, تدربوا على التبسم أمام المراة.

-          استخدموا اليدين أثناء الحديث.

-          ضعوا السبابة على الفم لاستعادة الهدوء داخل الفصل ..

-          مدوا يدكم مفتوحة على التلميذ الذي يقاطعكم ليدعكم تكملوا حديثكم حتى النهاية.

-          اظهروا بالسبابة الأذن لتطلبوا الاستماع اليكم.

-          ضعوا اليد على كتف الطفل الذي لا يستمع اليكم.

 

- الطريقة الثالثة: التواصل الايجابي:

 ان جذب انتباه الأطفال يكون أيضا باستعمال كلمات يفهمونها و يتأثرون بها, لذلك لكي يستمعوا الينا يجب أن نعرف كيفية الاستماع اليهم و نستعمل الكلمات المناسبة معهم, و العلاقة الجيدة مع الأطفال من شأنها أن تسهم في تحسين مستواهم وقدراتهم في التعلم, و بالمقابل الكلام الجارح يدمر خلاياهم العصبية ويزيد من توترهم كأن تقول لهم : أنت فاشل, أنت طفل سيء, ما هذا الهراء .. عبارات كهاته تجعل اذانهم تغلق و انتباههم يتشتت, فيتوقف الدماغ عن العمل ويفشلون فتفشلون أيضا.

لذلك لتسحين التواصل مع الأطفال وجذب انتباههم يجب استبعاد كل شكل من أشكال التجريح و التقليل من قيمة الطفل, ومحاولة فهم الطفل و وضع نفسك في مكانه لخلق نوع من التعاطف اتجاهه دون أحكام مسبقة, الإحساس بما يحس به و احترامه وتقديره ونبذ كل شكل من أشكال التهديد والكلام الحاد.

لتجعل من التلميذ أكثر استقبالا لما تقوله, تفادى لغة الأوامر, افعل كذا, قم بهذا ... هاته اللغة الجافة تزيد من التوتر و تغلق قنوات التواصل و التفاهم بين الأطراف, الإحساس بالطفل و بما يحس به, ومحاولة فهمه, و التعامل برفق معه تؤتي نتائج جد إيجابية بخلاف الانفعال و الغضب و العصبية وعدم التفهم.


الطريقة الرابعة: الخرائط الذهنية mind map :

يتم بناء الخريطة الذهنية من خلال شجرة, نضع في الوسط الموضوع الرئيسي ثم تتفرع في الاغصان الأفكار الثانوية, هي طريقة لوضع الموضوع في خطاطة مبسطة. يمكن كذلك استعمال صور و رسومات ..

السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن للخرائط الذهنية أن تشد انتباه التلاميذ ؟ الخريطة الذهنية لها جاذبية كبرى مقارنة بالدرس التقليدي, حيث يساهم شكلها المتميز, الغني بالألوان في تحريك التعلمات و تثبيتها و استرجاع الموارد .. هاته الهيكلة و التنظيم الذي يميز الخرائط الدهنية يحسن قدرات الأطفال في الاستماع و الانتباه و الفهم والتذكر ..

الخرائط الذهنية من الأساليب الحديثة في التدريس حيث تثير حماسة المتعلمين, بألوانها المختلفة, و شكلها المميز, كما أن تميز كل خريطة عن غيرها يحفز الطفل و يشد انتباهه بالكامل كما أنها فعالة جدا لاكتساب المعارف و تثبيت التعلمات دون أن نتعب الطفل حيث يتعلم وهو يستمتع في الوقت نفسه.

يمكن تعويد الطفل على اعداد خرائط ذهنية بنفسه, كما يمكن استثمارها جماعة في تقديم الدروس و تثبيتها.

-          يمكن استعمالها للمراجعة.

-          تذكير بالمفاهيم السابقة التي تم التطرق اليها في حصص سابقة.

-          ترك أثر كتابي une trace écrite لدرس معين.


- الطريقة الخامسة: تقنية البندورة technique de la tomate:

تقنية البندورة, يطلق عليها بالايطالية POMODORO  (تعني حبة طماطم بالايطالية) و هي تقنية للتخطيط لصاحبها الإيطالي Francesco Cirillo ,هذه الطريقة تعتمد على استعمال عداد لضبط الوقت يسمح باحترام فترات من 25 دقيقة, فترات العمل هاته تفصلها وقفات للاستراحة, تقنية البومودورو POMODORO   أخذت اسمها من عداد المطبخ على شكل البندورة, فكرة هاته التقنية تتلخص في اعطاء وقفات للراحة بعد كل 25 دقيقة و التي من شأنها أن تعزز حيوية العقل البشري و تدعم تركيزه على العمل الواجب أداؤه. وتتجسد هاته التقنية في المراحل التالية:


1-      اقتراح النشاط الواجب القيام به.

2-      ضبط العداد على 25 دقيقة.

3-      انجاز المطلوب الى أن يرن العداد.

4-      أخذ 5 دقائق استراحة قصيرة.

5-      بعد كل أربع فترات عمل, نأخذ استراحة أطول قليلا من 15 الى 20 دقيقة.

هاته الطريقة تجعل التلاميذ أكثر انتباها لأنهم على علم مسبق بأن العمل الذي يقومون به محدد زمنيا, وبعده تترك لهم الفرصة ليرتاحوا قليلا أو ليتحادثوا فيما بينهم.

بالطبع يمكن تكييف المدة الزمنية للعداد لتتماشى مع النشاط المطلوب و لتكون مناسبة أيضا لعمر التلاميذ, يمكن للمعلم أيضا أن يستعمل هاته التقنية عند العمل بالمجموعات, خاصة عندما تعمل مجموعة على عمل ما و يتم تحديد مدة زمنية لذلك العمل, هذا يسمح للأستاذ العمل مع الاخرين دون أن تتم مقاطعته, حيث يوجه العداد الأطفال و يدركون متى يستطيعون مخاطبة المعلم.

بهذا يمكنك أستاذي أن تطلق تحديات مع تلاميذك: كتابة نص بدون أخطاء, استظهار جدول الضرب, انجاز تمارين, تقديم الدروس .. بل يمكن حتى للوالدين استعمال العداد للعب لفترة محددة, لتنظيم الغرفة, لإنجاز الواجبات, لمشاهدة الرسوم المتحركة ...


- الطريقة السادسة: Whole Brain Teaching :

لصاحبها Chris Biffle و هي بالأساس طريقة لتدبير القسم, يمكن استعمالها مع طفل واحد أو مجموعة أطفال, الهدف من هذه التقنية هو الابقاء على الطفل منخرطا في النشاط الذي يقوم به, و الحفاظ على تركيزه مع تجديده كلما تشتت انتباهه و قواعدها الأساسية هي :

1-      أطبق التعليمات بسرعة.

2-      أرفع يدي لأخذ الكلمة.

3-      أرفع يدي لأخذ الاذن بالوقوف.

4-      أعطي أكثر ما يمكنني.

5-      أجعل معلمي سعيدا.

تساعد هذه التقنية في أن يكون الطفل يقظا, ومنتبها باستمرار و اليكم الكيفية التي يمكنكم بها تنزيل هذه الطريقة:

1-      تعليم الأطفال القواعد الخمسة.

2-      ربط هاته القواعد بحركات جسدية محددة.

3-      تكرار هاته القواعد عدة مرات حتى يعتادها التلاميذ فتصبح اتوماتيكية.

4-      تعليقها في قاعة الدرس.

5-      الاخبار برقم القاعدة التي لم يحترمها الطفل, وجماعة القسم تذكره بالقاعدة التي لم يحترم.

مثلا: المعلم يقول: القاعدة رقم 2 , الأطفال يقولون: أرفع يدي لأخذ الاذن بالكلام, وبهذا يتذكر الطفل أنه يجب عليه أن يرفع يده ليستطيع طلب الاذن بالكلام.


أتمنى أن يكون الموضوع قد أفادكم قليلا, و لا تنسوا اخبارنا في تعليق بالطرق التي تستعملونها لضبط القسم و شد انتباه تلاميذكم ؟ كل التوفيق لكل معلمة ومعلمة في أداء رسالته. 

المراجع المعتمدة: 

- Douze outils pour capter l'attention des enfants Marie Poulhalec 


صل على الحبيب



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-