أخر الاخبار

الحضارة العربية الاسلامية المعاصرة

 تزعم العرب المسلمون الحضارات العالمية طوال العصر الوسيط كما هو معروف ، غير ان هناك عدة اسباب تفاعلت مع بعضها و أدت الى انكماش هذه الحضارة ومن أهمها :

 - تفكك الدول الاسلامية وانشقاق العالم الاسلامی.

 ـ تعرض العالم الاسلامي العربي الى الغزو المغولي.

 - الاكتشافات الجغرافية التي أدت الى تطويق العالم الاسلامي واضعافه اقتصاديا ، حيث اصبح دوره التجــاری ثانويا و بدأت البضائع المستوردة من الشرق الأقصى والصادرة اليه تدور حول رأس الرجاء الصالح تنقلها الأساطيل الاسبانية والبرتغالية والهولندية والانكليزية لتروجها في الغرب الأوروبي وبلاد الشمال دون وساطة العرب.

- سيطرة الأوروبيين على جنوب المحيط الهندي والسواحل الافريقية و بذلك ضيق الخناق على العرب المسلمين ، و حاربوا دينهم ولغتهم ، ومن المعروف أنه في هذه الظروف المعقدة جرت أحداث كبرى في آسـيا الصغرى وشرق أوروبا والهلال الخصيب ( حوض نهري دجلة و الفراث ) وشمالي افريقيا حيث بدأت الامبراطورية العثمانية تسعى جاهدة لتوسيع حدودها وتزعم العـالم الاسلامي.

- اعتماد الحكم التركي على القوة وغلق باب الاتصال والاطلاع على ما يجري في الخارج.

ـ انعزال العرب عن احداث السياسة العالمية والتطورات الأدبيـة والعلمية التي عاشها الغرب بعد عصر النهضة
- تطور الدول الأوروبية اقتصاديا وفكريا و عسکریا.
- تعرض الدول العربية للاستعمار الأوروبي الذي استغل خيراتهم و طاقاتهم البشرية.

غير أن المسلمين الذين تجاوز عددهم سنة 1920 ، 240 مليون نسمة لم يقفوا مكتوفي الأيدي بل تأثروا تأثيرا مباشرا بأحداث الحرب العالمية الأولى ، والمعروف ان الاغلبية الساحقة من المسلمين تنتشر من المغرب
الأقصى حتى الهند وجزر أندونيسيا جنوب شرقی آسيا . وشاركت الدول العربية الى جانب الحلفاء في العمليات العسكرية ضد الألمان وحلفائهم الأتراك أملا في التخلص من النفوذ العثماني و انقيادا وراء الدعاية التي روجها الحلفاء خلال الحرب العالميـة الأولى بين العرب والقاضية بمنح الشعوب حق تقرير المصير وتوحيد العالم العــربي الاسلامي
غير ان دول الحلفاء لم تف بوعودها بل وقع العكس ، فبمجرد ان وضعت الحرب أوزارها حتى راحت تدبر في الخفاء تمزيق العالم العربي الاسلامي وتوقع الاتفاقيات السرية لتقسيم الشرق الأدنى و توطيد ركائز الاستعمار في الشرق الأوسط وشمال افريقيا و تعاونت الدول الاوروبية على تمزيق الوطن العربي بالتمهيد لاقامة وطن لليهود في فلسطين . وبذلك اصبحت معظم الدول العربية تحت الاستعمار المباشر أو الحماية أو الانتداب أو الوصاية . غير أن الشعوب
العربية لم ترضخ للأمر الواقع بل راحت تكافح بمختلف الوســـــــائل للتحرر من السيطرة الأجنبية . والحقيقة ان بوادر هـذه الروح التحريرية بدأت منذ ان وطأ الاستعمار أراضي العرب ، كما يتمثـل ذلك في مختلف الثورات التي اجتاحت العالم العربي قبل سنة 1914 وقد ساعد على تغذية الروح الوطنية حركة النهضة وقيام الثورات المسلحة للتخلص من الاستعمار وخاصة في الحقبة التي تلت الحرب العالميـــة الثانية التي حققت فيها جميع الدول العربية استقلالها وهي اليـوم تسعى بكل طاقاتها للتخلص من بقايا الاستعمار وذلك بالتحـرر الاقتصادي والثقافي ، والعمل على توحيـد الصفوف لبعث الحضارة العربية الاسلامية من جديد.














تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-