أخر الاخبار

خريطـة العـالم بعـد الحرب العالمية الثانية

 خريطـة العـالم بعـد الحرب العالمية الثانية :




ان الحدود السياسية الجديدة للدول بعد الحرب الثانية لم تكن في معظمها نتيجة مفاوضات وانما كانت نتيجة الغلبة والأمر الواقع مما أعطاها طابع الانتقام والاكراه في كثير من الحالات ، واذا كانت الحدود في افريقيا و آسيا ظلت على ما كانت
عليه قبل الحرب بحين وحتى سنة 1947 فان الحدود في أوربا شهدت تغيرات واسعة ، ففي سنة 1945 بعد الحرب مباشرة كانت أوربا منقسمة الى قسمين يفصل بينهما خط الطول 11 شرقا تقريبا ، ففي شرق هذا الخط تعسكر القوات الشيوعية.


بينما تعسكر قوات الدول الرأسمالية غربه وقد تم الاتفاق في مؤتمر بوتسدام على انشاء مجلس لوزراء خارجية الدول الكبرى لعقد معاهدات مع الدول التي كانت حليفة لالمانيا في الحرب . وعقد مؤتمر وزراء الخارجية في باريس بتاريخ 29 جويلية 1946 وقد تم الاتفاق في هذا المؤتمر على عقد معاهدات صلح مع هذه الدول تضمنت تغييرات في حدودها السياسية مع فرض غرامات مالية عليها كتعويضات وعلى تحديد تسلحها : فقد عقد الحلفاء معاهدة صلح مع ايطاليا سنة 1947 كان من أهم بنودها الاعتراف باستقلال الحبشة والبانيا والتنازل عن مستعمراتها « ليبيا وارتيريا والصومال » وتتنازل عن جزء من منطقة اسيريا الى يوغسلافيا ورودوس اليونان التي تنازلت عن منطقة لا تارس لبلغاريا  وفرض على بلغاريا كغرامة 70 مليون دولار والمجر 300 مليون دولار ورومانيا 300 مليون دولار ودول شرق أوربا شهدت تغييرات جذرية في حدودها بعد الحرب : فرومانيا تنازلت عن منطقة بسارابيا لروسيا واسترجعت منطقة ترنسلفانيا من المجر . أما بلغاريا فانها فقدت واجهتها على بحر ايجه ، وتنازلت تشيكوسلوفاكيا وفنلدا على أجزاء منهما لروسيا . والتغيرات الأساسية في الحدود شهدتها بولونيا وألمانيا وروسيا فبولونيا تنازلت لروسيا عن روسيا البيضاء ( بيلوروسيا ) وأوكرانيا ولكنها أخذت بالمقابل الجزء الشرقي من المانيا حتى الأودر ( بوميرانيا ) وسيليزيا الغنية بالفحم.


. وخسرت ألمانيا حوالي 100 الف كيلومتر مربع من أراضيها ، وروسيا هي التي استفادت في هذا المجال من هذه التغيرات في الحدود وحسنت مركزها على بحر البلطيق وأخذت أراضي من بولونيا ورومانيا وفنلندا وروتينا من تشيكوسلوفاكيا ، واسترجعت كل أراضيها التي كانت فقدتها غداة قيام الثورة الشيوعية بها . 


وقد نتج عن التغيرات في الحدود هجرات بشرية اجبارية للسكان الذين عانوا لحين المآسى والتشرد والضياع والانتظار الطويل قبل أن يتم اسكانهم في مناطق جديدة .. ، أما اليابان والنمسا فقد تأخر امضاء اتفاقيات صلح معهما حتى الخمسينات ، فقد أمضى الحلفاء الغربيون دون روسيا معاهدة صلح مع اليابان في 11 سبتمبر 1951 تنازلت بمقتضاها عن جميع مستعمراتها والعودة الى حدودها الأولى قبل بداية توسعها الاستعماري مع بقاء الاشراف الامريكي عليها واقامة قواعد عسكرية امريكية بها.




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-