ندرك جميعًا أن التغيير في حياتنا الشخصية صعب وثابت ولا مفر منه ، و نلاحظ ذلك عندما ننظر في المرآة أو نرى أطفالنا يكبرون ، و لكن ما هو غير مرئي ، ولكنه ثابت ، هو التغيير الذي يحدث في العالم كله ، يحدث هذا التغيير تدريجيًا لدرجة أننا لا نلاحظه دائمًا حتى تجعل هذه التغييرات العالم الذي عرفناه دائمًا غير قابل للتعرف عليه ، فلقد ولدت قبل أن يكون التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر و الهواتف في كل منزل وكان عالمنا مختلفًا وأبطأ في ذلك الوقت ، ومع ذلك ، فقد ذهب هذا العالم الآن ، لا يمكننا استعادته وربما لا نرغب في استعادته ، فكيف نعيش بدون أجهزة التلفزيون والهواتف الخاصة بنا ؟.
يشعر جزء من مجتمعنا الحالي بالحنين إلى الماضي ويرغب في العودة إلى "الأيام الخوالي" ، لكن جزءًا كبيرًا من "الأيام الخوالي" لم يكن مثيرًا للإعجاب .
يذهب المزيد من شبابنا اليوم إلى الجامعة كطلاب ويتوقعون أن توفر بلادهم تكافؤ الفرص والمساواة لجميع مواطنيها دون استثناء ، يشكل هذا الموقف الأكثر شمولية لكثير من مجتمعنا العربي اليوم تهديدًا لأولئك الذين احتفظوا بالسلطة لفترة طويلة والذين أنكروا حقوقًا متساوية للكثيرين لتحقيق مكاسب شخصية ، فعندما ينكر جزء من مجتمعنا وجود تغير المناخ ، فذلك لأنه لا يريد التخلي عن النفط والمزايا الأخرى التي تجعله ثريًا ، إنهم يدركون فقط مصلحتهم الذاتية ولا يهتمون حقًا إذا أضروا بالبيئة أو ببلدنا العربي ، إذا كانوا لا يريدون المساواة ، فذلك لأنه يخدم مصلحتهم الذاتية لإبقاء الأجور والمزايا منخفضة ، هؤلاء الناس ، الذين يضعون مصلحتهم الشخصية على مصلحة المجتمع ، لا يمكنهم كبح التقدم إلى ما لا نهاية ، إنهم في الجانب الخطأ من التاريخ.
على مر العصور ، سعى الناس لتحسين حياتهم ، وعلى الرغم من أنه غالبًا ما يستغرق وقتًا طويلاً لتغيير التفكير السائد وتحقيق أهدافهم ، إلا أنهم ينتهي بهم الأمر حتمًا بالفوز.
ستكون مدننا في نهاية المطاف مختلفة وأكثر تنوعًا وسنحتاج جميعًا إلى أن نصبح أكثر تسامحًا مع القوميات والأفكار المختلفة وطرق التفكير والعيش المختلفة ، فالتسامح والقبول لمصلحة الجميع و هذا هو الهدف النهائي والمعنى النهائي للديمقراطية والحرية.