أخر الاخبار

ثورة اليمن

 تطور اليمن:

كان الامام يحي حميد الدين أمام فرقة الشيعة الزيدية و هو الذي حرر اليمـن من النفـوذ التركي قبل الحرب العالمية الاولى ، وفى سنة 1923 م اعترفت تركيا باستقلال اليمن التام وقد اهتـم الامام بتنظيم الجيش مستعينا بالبعثات العسكرية من العراق وأنشأ المدرسة الحربية وحاول أن يجمع كلمة القبائل كما وجه عنايته الى تنظيم الري والمواصلات ، ولكن هذه المحاولات الاصلاحية ما كانت لتقطع قرونا من التخلف التي تعاني منه البلاد ، وفي سنة 1945 م أصبحت اليمـن عضوا في الأمم المتحـدة وفى الجـامعة العربية ،  ولما كان عـام 1948 م  تآمر الانكليـز على اغتيال الامـام بسبب رغبته الشديدة في الاصلاح و تهديده لمصالح بريطانيا في جنوب اليمن وعدن وكان الوسيط الانكليزي في المؤامرة هو عبد الله الوزيرالذي أعلن نفسه اماما وملكا على اليمن ولكن يبدو أن ظروف اغتيال الامام يحي غامضة حتى أشيع ان هناك أيدى عربية اخرى شـارکت في المؤامرة .

ومهما يكن من أمر فان سيف الاسلام أحمد تمكن من ارجاع عرش أبيه وقضى على الفتنة كما تمكن من القضاء على الانقلاب الذي دبره اخوته عام 1954 . ثم جاء بعده ابنه ( البدر ) وحاول القيام ببعض الاصلاحات ولكن قيام الثورة اليمنية سبقه لذلك.



ثورة اليمن 26 سبتمبر 1962 :

لم تكن هذه الثورة ضد النظام الملكي المطلق فحسب بل قامت كذلك لاخراج اليمن من ظلمات التخلف التي كانت مطبقة على هـذا القطر العربي في جميع الميادين حيث لم تكن هناك مدارس ولا طرق معبدة ولا مساكن صحية . وليس باليمن ( السعيد ) سوى الجهل والفقـر والادمان على مخدر ( القاط ) والشقاء . واذا أضفنا الى كل ذلك تزايد النفوذ الاستعماري البريطاني في المنطقة أدركنا حقيقة هذه الثورة الحتمية التي قامت في 20 سبتمبر 1902 م  بقيادة عبد الله السلال أحـد الضباط المتخرجين من احدى المدارس الحربية ببغداد وسـارعت الجمهورية العربية المتحدة بارسال قواتها لحماية ثورة اليمن من الأخطار المحيطة بها ، كمـا سارعت الأردن والسعودية الى التدخل بجانب الملكيين والقبائل المويدة للامام البدر ، وتطور النزاع بين الجمهوريين والملكيين الى حروب أهلية عطلت كثيرا تطور اليمن في هذه المرحلة الحرجة ولم تختـف حـدة هذا النزاع إلا بعد مؤتمر القمة العربي بالخرطوم  سنة 1967 م  حيث تكونت لجنة لتسوية المشاكل بين الأطراف المعنية الا أن اليمن لم تستقر أوضاعه الى حد الساعة .

ثورة الجنوب العربي واستقلاله :

جنوب اليمن أو الجنوب العربي هي مناطق الساحل الجنوبي للجزيرة العربية وأهمها : ( عدن ـ حضرموت ـ مهرة ـ ظفار ) . وقد عقدت بريطانيا اتفاقية مع شيوخ قبائل هذه المناطق ولم تأت هذه الاتفاقية نتيجة فالأمية منتشرة في 99٪ من السكان وحقوق الافراد مهضومة ، و لم يعرف السكان من البريطانيين غير القمع والجـوع والمرض.

و بالاضافة الى ذلك عمل الانكليز على توطين الأجانب بالمنطقة ومنحهم الجنسية العدنية في حين كان العرب ابناء اليمن وأصحاب البـلاد الشرعيين محرومين من هذه الجنسية .

 وفي سنة 1959م  أنشأت بريطانيا ما سمي  ( باتحاد المحميات ) وذلك استعدادا لجعل المنطقة جـزءا من الكومنولث البريطاني وسلخها من الوطن العربي .

ولهذه الاسبـاب جميعا ظهـرت بعـض الانتفاضات المسلحة المحـدودة حتى تظـافرت الظروف واختمرت فكرة الثورة الشاملة في اذهان العناصر الوطنية فأعلنت ثورة الجنوب العربي المحتل في 14 اکتوبر 1963م .

كانت أهم الحركات السياسية الوطنية التي مهدت لهذه الثورة اثنتين:

الجبهة القومية ويتزعمها السيد قحطان الشعبي . 

وجبهة التحريرويتزعمها السيد عبد القوى مكاوى .

 أعلنتا الثورة ضد السلاطين وكانت خطرا على بريطانيا قبل غيرها لذلك حاولت بشتى الوسـائل احباطها ، بالسلاح والدسائس واثارة النزاعات القبلية حتى أوشكت الثورة أن تتحول الى حرب أهلية دامية.


وفي 11 نوفمبر 1967م  حصل الجنوب العربي على استقلاله واصبح السيد قحطان الشـعبي رئيسا لهذه الدولة الجديدة التي سميت ( جمهـورية جنوب اليمـن الشعبية ) . وقد ظهرت في الأيام الأولى للاستقلال بوادر التنافس الخطير بين الجبهتين الوطنيين . الا ان حدة هذا التنافس  قد خفت و توجهت الجهود للنهوض بهذه الدولة العربيـة الفتية.



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-