أخر الاخبار

الوراثة و البيئة

 دور الوراثة :

نلاحظ أن الكثير من الصفات الجسمية التي أشرنا إليها سابقا تكون وراثية وتلعب الوراثة دورا حاسما في المحافظة على بقاء صفات النوع عن طريق التناسل ، اذ تحتوي الخلايا التناسلية البشرية على 46 كرومزوما يتضمن كل واحد منها 30000 مورثا ، ويكفي مورث واحد أو اثنين لخلق صفة وراثية ما وتملك هذه المورثات خاصية التناسق في ما بينها بكيفية لا يمكن حسابها ومعرفة أي نوع من الصفات الوراثية التي تتناسق في ما بينها مكونة كائنا جديدا تتمثل فيه هذه الصفات ، أنها تخضع لنوع من المصادفة الخاص ، ولا يمكننا في هذه الحال تصور شخصين يمكنها أن يتماثلا في جميع صفاتها ولو كانا توأمين حقيقين ، فكل كائن بشري يحمل إمكان نوع بشري متميز عن الآخرين ومن ثم لا واحد من الناس يمكنه أن يشبه
غيره من الناس .



دور البيئة : 

- البيئة الجغرافية :

للمحيط الجغرافي دوره في صفل مواهب الشخص وعلى حث دوافعه أو تثبيطها أو على ارضاء حاجاته أو إحباطها ولذلك كل انعكاساته على شخصيته وسلوكه لان سلوك الفرد لا يستمده من الداخل باستمرار .

أي من معطيات الوراثة والتركيب الكيمائي والعصبي والعضلي بل يتفاعل هذا المعطى الداخلي مع المحيط الخارجي الجغرافي أولاً باعتباره المعطي المادي للسلوك وبعد ذلك المعطي الاجتماعي ، وعلى قدر تنوع البئات الجغرافية يتنوع سلوك الأفراد وبقدر ما يتنوع أبناء البيئات المتباعدة يتقارب مع ابناء البئة الجغرافيا الواحدة.

فسكان الريف والمناطق الجبلية بقدر ما يتمايز سلوكهم عن سكان الساحل بقدر ما يتقارب في ما بينهم لأن ضروف العيش واحدة وطبيعة الاستجابات التي تتحدثها ضروف البئة الجغرافية مشتركة.

ولنأخذ مثالين على ذلك فالاسكيمو سكان شبه جزيرة جرينلاند يعيشون في ضروف طبيعية قاسية تتطلب القوة الجبارة للمحافظة على البقاء ، فحياتهم لا تتطلب التعاون بل الفردية ، كل فرد يعتمد على نفسه في جميع شؤونه فكان بذلك نظام
سلوكهم يختلف عن قبيلة (أرايش) في غينيا الجديدة التي تسكن منطقة جبلية تكفل الأمن من الغزو وتضمن لهم الغذاء فكان نظام حياتهم نتيجة لذلك يخضع لنوع من الليونة عند الجنسين .

- البيئة الاجتماعية :

يمكن اعتبار البئة الاجتماعية منهجيا بناء فوقيا للبنية المادية ويلعب الكائن البشري دور الوساطة الفعالة التي تحدث هذا البناء الاجتماعي الفوقي ، وتتنوع أيضا المجتمعات بقدر ما تتنوع البئات المادية الجغرافية بحيث أن العالم تتورعه مجتمعات مختلفة في بعض ظواهرها المجتمعية.

ويملك كل مجتمع وسيلة ناجحة في تكوين الأفراد الذين يختلفون عن غيرهم وهذه الوسيلة هي الأسرة ، وتعتبر الأسرة أقوى وسيلة يستخدمها المجتمع في عملية الدمج الاجتماعي ونقل التراث الثقافي والحضاري من جيل إلى جيل فبالقدر الذي تنتقل به المورثات أي : الصفات الفردية عبر الزواج عن طريق الأسرة ، تكون الأسرة أيضا في نفس الوقت وسيلة لنقل التراث الاجتماعي والحضاري ، وهكذا تكون وظيفة الأسرة مزدوجة ، فهي من جهة تستجيب لوظيفة بيولوجية هدفها استمرار النوع البشري ومن جهة أخرى لوظيفة حضارية هدفها استمرار التواصل الحضاري و الثقافي.









تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-